آثار الإيمان بالملائكة على حياتنا

إن الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان في دين الإسلام ومع ذلك فإن هذا الركن وإن كان ركنا مستقلا إلا أن له صلة وعلاقة وثيقة بأركان الإيمان الأخرى. فالإيمان بالملائكة والتصديق بهذا الركن ينتج عنه قبل كل شيء الإيمان بالله والسر الإلهي الذي وضعه الله في كائناته وذلك السر الخفي واللطيف في نظام سير هذا الوجود. لأن الله قد وضع وراء كل ما يجري في هذا العالم ونظام السير والدقة في هذا الوجود أسبابا قد تكون خفية ولطيفة لا تُرى وأحيانا تكون مرئية فتكون هي السبب وراء سير هذا الكون على أعلى مستوى من الدقة. فما أوجد الله هؤلاء الملائكة في هذا الكون إلا وكان لهم دور في هذا النظام الكوني ونظام سيره فهم يفعلون ما يؤمرون به دون أي تقصير. 
فعندما يؤمن المرء بوجود الملائكة يعرف حق المعرفة أن الله لم يخلقه عبثا ولم يتركه سدا، فيزيد إيمانه بالله عندما يعرف أن الله قد خلق له مخلوقات ترافقه في كل حين ومكان ولا تتركه أبدا وهذه المخلوقات هي الملائكة المكلفة بحفظه كما أن هذا يزيد شعوره بالطمأنينة والأمان لأنه يدرك حينها أنه ليس وحيدا. فحتى وإن كان في أشد بقاع الأرض ظلمة وفي أقصى أصقاع الأرض في مكان لا يوجد فيه أحد يرى في الملائكة أنهم رفاق دربه. 
وعندما يحين أجل الإنسان الذي لا يعلمه إلا الله وحده ويسلم روحه التي أودعها الله عنده أمانة لبارئها تقوم الملائكة بنزع روحه منه. والذين يؤمنون بالله وملائكته يعلمون حق العلم أن الموت ليس هو النهاية؛ بل هو بداية لحياة جديدة تبدأ بسؤال الملكين له في القبر. لهذا فإن هذا يحض المرء على العمل الصالح ويطلب منه الاستعداد والعمل لينال السعادة الأبدية في جنة الخلد
فالملائكة أولا هم شعار ونموذج للخضوع والطاعة لله والتسليم لأمره والإخلاص له. فهم لا يأتمرون إلا بأمره سبحانه ولا يطيعون سواه كما أنهم في الوقت ذاته مثالا للطهر فهم معصومون من الخطايا ومطهرون من الذنوب. فهم مع أنهم كائنات عاقلة ولها أحاسيس إلا أنهم لا يفعلون أي أمر يعصون به الله ولا يتصرفون بأي تصرف يخالفون به أمره سبحانه. وهم دائما جاهزون لإطاعة أوامر الله. ومن هذه الناحية فهم تذكرة للإنسان بأصل ما أمره الله به وبسبب خلقه وإنزاله إلى هذه الدنيا.


29