أصحاب قوة وبأس

لقد خصّ الله سبحانه الملائكة بصفات وخصائص تميزت بها عن غيرها من المخلوقات. ومن بين تلك الخصائص أنهم أقوياء جدا وذووا سرعة فائقة. ومن بين تلك الآيات التي تتحدث عن هذه الصفات العظيمة التي تتمتع بها الملائكة تلك الآية التي تتحدث عن الملك جبريل وبأن المسافة التي يقطعها في اليوم تقدر بمسيرة خمسين ألف سنة. (سورة المعارج، 70/4) والمقصود "خمسين ألف سنة" من سنوات الدنيا لو صعد غير الملائكة من المخلوقات وذلك أنها تصعد من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمر الله تعالى من فوق السماء السابعة .( البغوي، معالم التنزيل، الجزء الثامن،220، القرطبي،تفسيرالجزء 18، 281-282)
أحيانا كان يأتي أحد على سيدنا رسول الله ويسأله سؤالا. وبينما يكون ذلك الشخص ما يزال هنا أو ما يزال يتحدث مع رسول الله وإذ بجبريل ينزل بالوحي على قلب محمد عليه الصلاة والسلام. (سورة المجادلة، 58/1) وهذا دليل آخر على سرعة الملائكة الفائقة.
كما أنعم الله على هذه المخلوقات بالسرعة الفائقة وخصهم بها مثلما أنعم عليهم بالقوة والبأس الشديد. ففي بعض المواضع في القرآن الكريم يتحدث عن الملائكة ووصفه نلحظ أن القرآن يركز على صفة القوة والجبروت والعظمة التي هم عليها. ونرى هذا الوصف عندما يتم الحديث عن سيدنا جبريل عليه السلام. وكذلك أيضا نراه عند الزبانية وهم خزنة النار، نرى التأكيد على وصفهم بأنهم أشداء وأولي بأس شديد. كما أن القرآن أخبرنا بأن هناك ملائكة تترصد الجن الذين كانوا يحاولون استراق السمع من السموات فهم يقذفونهم بشهاب رصدا. (سورة النجم، 53/5، سورة التحريم، 66/6، سورة الجن، 72/8)

12