الأمانة

إنَّ صفة الأمَانَة أحد الصِّفات الواجب توافرها في كلِّ رسول، وجميع الأنبياء أناس موثوق بهم وجديرون بالثقة. والأمانة صفة الأنبياء ودأبهم مع كل بني البشر مما يجعلهم محل ثقة عند الناس جميعهم. فالأنبياء قبل البعثة كانوا محل ثقة فكانت تُعطى إليهم الأمانات ويودع الناس عندهم أماناتهم وهم في راحة بال واطمئنان خاطر بأنهم لا يمكن أن يخونوا الأمانة أبدا. فالخيانة التي هي ضد الأمانة صفة لا يمكن أن يتصف بها أي رسول ولا يمكن تصور ذلك منهم مطلقا. فقد أخبر الله تعالى عن النبي أنه لا يمكن أن يخون الأمانة وصرح بصدق أنبيائه فقال:"وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ۚ.." (سورة آل عمران، 3/ 161) والأمر الآخر الذي لأجله كان الناس يثق بأمانتهم هو تحليهم بالعدل والدفاع عن الحق. 
وباتصاف الأنبياء بصفة الأمانة والعدل والاستقامة وشهرتهم بهذه الصفات والخصال بين أبناء قومهم جعل الناس أكثر تقبلا لما جاؤوا به من رسالات ربهم وأسهل اقتداءً بهم وبأخلاقهم الحميدة تلك.  

18