الإيمان بالملائكة في دين الإسلام
إن الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان في الإسلام ومع كونه ركنا مستقلا إلا أن له صلة وثيقة مع أركان الإيمان الأخرى، فالإيمان بالملائكة والتصديق بهذا الركن ينتج عنه قبل كل شيء الإيمان بالله والسر الإلهي الذي وضعه الله في كائناته وذلك السر الخفي واللطيف في نظام سير هذا الوجود. فما أوجد الله هؤلاء الملائكة في هذا الكون إلا وكان لهم دور في هذا النظام الكوني ونظام سيره فإنهم يفعلون ما يؤمرون به دون أي تقصير.
إن غاية الدين الإسلامي المنشودة هي وصول البشر إلى السعادة في الدنيا والآخرة. ومن أجل هذا فقد بيّن الله لهم الأسس والمبادئ التي تعينهم على أن يجدوا طريقهم المستقيم. وكان من الأمور والأسس التي نص عليها القرآن الكريم والتي أوجب الإيمان بها هو الإيمان بالملائكة، وفي هذا الخصوص أنزل الله قوله تعالى: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ۚ كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ۚ وقالوا سمعنا وأطعنا ۖ غفرانك ربنا وإليك المصير" (سورة البقرة 2/285) فبين الله لهم من خلال هذه الآية أن الإيمان بالملائكة هو ركن من أركان الإيمان. وفي موضع آخر بيّن حال منكرِ الملائكة بأنه سيقع في ضلال مبين فقد قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ۚ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا." (سورة النساء، 4/ 136). والإيمان بالملائكة من علامات إيمان الشخص بالغيب والإيمان بالغيب هو من الخصائص التي يتميز بها المؤمن المخلص المتعلق قلبه بالله. (سورة النساء الآية 4/136)
كما أن خاتم النبيين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قد ذكر في حديثه أن الإيمان بالملائكة هو ركن من أركان الإيمان. ففي حديث جبريل عندما كان يعدد شروط الإيمان ذكر سيدنا محمد من بينها الإيمان بالملائكة. (صحيح مسلم، الإيمان، 5)
3