الصّدق (كون الشخص صادقا في كلامه)

ومن الصفات الأخرى المشتركة بين جميع الأنبياء هي الصدق وقول الحق والاستقامة يعني أنهم أناس صادقون. والصدق والاستقامة صفتان يسعى إلى التحلي بهما كل بني البشر. ولكن هذه الصفة واجب على كل الأنبياء دون استثناء. فأقوال الأنبياء والرسل موافق للواقع تماما وكلها حق. والصدق صدُّ الكذب الذي يستحيل تخيل وقوعه من نبي أو رسول. 
فالأنبياء جميعهم قبل البعثة وبعد البعث لم يعهد عليهم الكذب ولم يقعوا فيه. حتى أن قومهم الذين أنكروا نبوتهم وعاندوا وكابروا في التصديق لما جاؤوا به لم يتهموهم أبدا بالكذب. ولنا في رسولنا الكريم خير مثال على هذه الحال فقد وُصِف حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بأوصاف تثبت بأنه كان مشهورا بالصدق والأمانة فقد لُقِّب بالصادق الأمين وبمحمد الأمين وكل هذه الألقاب قد أطلقها المشركون أنفسهم عليه لهذا فبعد البعثة والنبوة لم يجرؤ أحد منهم على اتهامه بالكذب. حتى إن أبا جهل قال: "والله إن محمدا لصادق، وما كذب محمد قط ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟ فحزن رسول الله لهذا كثيرا فأنزل الله هذه الآية:" قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ." (سورة الأنعام، 6/ 33)

17