الصِّفاتُ السّلبيّة:

هي خمسُ صِفاتٍ، وتُفيد أنّ اللهَ تعالى مُتَنَزِّهٌ عَنْ جَميعِ أَنْواعِ النّقائصِ والقُصُورِ الّتي لا تَليقُ بِعَظَمَتِهِ سُبحانَه وَتعالى، فمثلاً « إنّ اللهَ صمد أي ليسَ مُحتاجًا إلى أحَدٍ.» ، «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ.» فهذه الخصائص الّتي مَرتْ أيِ «الاحتياج وأن يَلِدَ أو أنْ يوُلَدَ» هي أفْعالٌ تتَّصِفُ بِـها الـمَخلوقاتُ، ولذلك فإنّ إسنادَ هذه الصّفاتِ إلى الله تعالى يكونُ بِمَثابَةِ وَصْفِهِ بالعَجْزِ والنّقْصِ، وهذا ما لا يُمكِنُ قَبولُ صِحَّتِهِ.
والغايةَ مِن الصِّفات السلبية هي تَوضيحُ أنّه لا يُوجد أيُّ نَوعِ مُشابَهَةٍ بين الخالِق والـمَخلوق، وأنّه َتعالى مُتَفَرِّدٌ بِذاتِهِ وصِفاتِه، والهَدف مِنها تَحقيقُ مَعاني التَّوْحيدِ مِن خِلال رَفْضِ جَميعِ أَنْواعِ الشِّرْكِ. وصفات الله تعالى كالآتي:
أ‌- القِدَم: بِمعنى أنّ الله تعالى لا بِدايةَ لِه، وجميع الـمَوْجُوداتِ خُلِقَتْ فِيما بَعدُ، وهذا يَعني أنّ لِكلّ شيءٍ بِدايةً، ولكنّ ذلكَ لا يَنْطَبقُ على الله تعالى، فهو أزليّ ولا أحدَ قبلَه.
ب‌- البقاء: فلا نِـهايةَ لِوُجُودِه، ولجميع الـمخلوقات نِـهايةٌ يَنتَهي إليها، فهي فانيةٌ، ولكنّ الله تعالى أبدِيّ ولا نِهاية له.
ت‌- القِيام بالنّفْسِ: فلا يَحتاجُ إلى غيره في وُجودِه، فَوُجودُه مِنْ ذاتِه، بِمَعنى أنّه ليس بِحاجةٍ إلى أحدٍ في مسألة وُجودِه، وجميع الـمَخلوقات تَحتاجُ إليه لِتكون مَوجودةً ولِاسْتمرارِ وُجُودِها كَذلِكَ، [يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ] (فاطر، 35/15) 
ث‌- الوَحْدانِيّة: فلا شَريكَ لَه، ولا شبيه ولا مِثالَ لَهُ في ذاتِه وصِفاتِه سُبْحانَهُ وَتَعالى.
ج‌- مُخالَفَةُ الحَوادِثِ، فهو لا يُشبه الـمَخْلوقات، وهو مُتفرِّدٌ عَمّا خَلقَ سواء في ذاتِه أو في صِفاتِه.

15