الفِطْنَةُ

معنى الفِطْنَة لغةً: أصل هذه المادة يدلُّ على ذكاءٍ وعلم بشيء. والفِطْنَة والفَطَانَة كالفهم، وهي ضِدُّ الغَباوة وهي من بين الصفات التي يجب توافرها في الأنبياء والرسل ولا بد أن يكونوا أذكياء ومتيقظين. ومهمة النبوة بحاجة لفطنة وذكاء لأن النبوة مسؤولية كبيرة وحمل ثقيل. وقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا الأمر بأنه قول ثقيل، يقول الله تعالى:"إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿٥﴾" (سورة المزمل، 73/ 5) وكي يقوم بتأدية هذه المهمة وما كُلِّف به من تبليغ رسالة وأوامر الله يجب أن يكون الرسول ذا ذكاء وفطنة. لهذا فكل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد منحهم الله ذكاء خارقا وعقلا وفهما ورأيا راجحا. وبفضل هذه المنحة الإلهية والمهارة التي وهبهم الله إياها استطاعوا أن يستوعبوا معنى الرسالة الإلهية وأن يوصلوها إلى أقوامهم وأن يجدوا في تلك الرسائل حلّا لمشكلات أقوامهم.
ولو لم يكن الرسل والأنبياء على قدر كافٍ من الذكاء والفطنة لما استطاعوا حينها إقناع الناس بما أرسلوا به ولما استطاعوا تغيير المجتمع والأقوام التي أرسلوا إليها. لهذا فقد تمكن الرسل بفضل هذه المنحة والفطنة التي ميّزهم الله بها عن عباده بأن يجدوا جوابا لكل من كان يأتي مسترشدا وأن يجدوا ردّا لكل من كان يأتي معاندا ومكابرا. 

20