القرآن آخر الكتب السماوية

إن القرآن الكريم هو آخر كتابٍ سماويٍّ أرسله الله تعالى للبشرية. وهناك كتابٌ لا ريب في أنه كلام الله (سورة البقرة، 2). فلفظ القرآن الكريم ومعناه هما من عنده تبارك وتعالى. أما جبريل عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم فهما الواسطة التي أوصل بها الله تعالى وحيه للبشر. فقد تحدى اللهُ تعالى مَن يزعمون أن النبي صلى الله عليه والسلام قد افترى القرآن الكريم، طالباً منهم أن يأتوا بمثله (سورة القصص، 49؛ سورة هود، 13؛ سورة يونس، 38؛ سورة الطور، 34). وقد كان بين العرب منافسةٌ أدبيةٌ عظيمةٌ في تلك الفترة التي نزل فيها القرآن الكريم. فكان الشعراء والخطباء يتنافسون بين بعضهم البعض بأشعارهم وخطبهم التي ألفوها. وفي جو المنافسة والأدب هذا تحداهم الله تعالى في القرآن الكريم على ثلاثة مراحل. أولاً، تحداهم بأن يأتوا بمثل ما نزل من القرآن حتى ذلك الحين (سورة الطور، 32-34). فلما عجزوا عن هذا، تحداهم بأن يأتوا بعشر سورٍ من مثله إن كانوا صادقين (سورة هود، 13-14). وفي المرحلة الثالثة تحداهم بأن يأتوا بسورةٍ واحدةٍ من مثله (سورة يونس، 37-38؛ سورة البقرة، 23-24). وعلى الرغم من رغبة المشركين الشديدة ومحاولاتهم العديدة لمواجهة هذا التحدي، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يأتوا ولو بآيةٍ واحدةٍ من مثله. لأنه، لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً (سورة الإسراء، 88). وميزة الإعجاز هذه باقيةٌ إلى يوم القيامة. حيث إنه ليس هنالك تحديدٌ زمنيٌّ في الآيات الكريمة التي تتحدى المنكرين. وإن أعظم معجزةٍ للنبي محمد عليه الصلاة والسلام هي القرآن الكريم (سورة العنكبوت، 51). وكما أن نبوته صلى الله عليه وسلم باقيةٌ إلى ما لا نهاية، فإن معجزته العظمى ستبقى خالدة وسيبقى القرآن الكريم الكتاب الحق إلى ما لا نهاية.

13