القرآن كتاب عالمي

القرآن الكريم كتابٌ يخاطب جميع العصور، لا تفسُد صلاحيته مع مضي الوقت ويحافظ دائماً على نضارته وحيويته. والحقائق التي يحتويها لا تفقد قيمتها ولا تتغير بتغير الأزمان (سورة الكهف، 27؛ سورة الأنعام، 115). فالقرآن الكريم لم يأت بما يخالف النتائج العلمية التي وصل إليها العقل البشري. بل على العكس تماماً، فهو يتوافق معها. ولأن محمداً صلى الله عليه وسلم أُرسل نبياً للناس كافةً (سورة سبأ، 28)، فالقرآن الكريم نذيرٌ لمن كانوا في عصر النبي عليه الصلاة والسلام ولمن جاء بعدهم أيضاً (سورة الأنعام، 19). وهذا دليلٌ على أن القرآن الكريم قد أُنزل للبشرية جمعاء. وبالتالي، فإن هذا يدلنا على أن الإسلام دينٌ عالميٌّ أيضاً. وذكرنا أن هنالك أخباراً عديدةً في الكتب التي سبقت القرآن الكريم عن أن رسولاً سيأتي في قادم الزمان. إلا أننا لا نجد أخباراً كهذه في القرآن الكريم. بل على العكس، فالقرآن الكريم يُخبرنا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل، حيث قال تعالى: «مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا» (سورة الأحزاب، 40).

16