للمسلمين في السنة عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى. من كانت صلاة الجمعة فرضا عليه فهو مكلف بأداء صلاتي العيدين أيضا. أراد النبي صلى الله عليه وسلم من النساء والصبيان أن يتقاسموا فرح هذا اليوم بالذهاب إلى المسجد لصلاة العيد من غير إلزامهم بهذا، ونبه الرجال على أن لايضيّقواّ عليهم في هذا الموضوع. (مسلم، الصلاة، 134) يبدأ وقت صلاة العيد بعد وقت الكراهة من شروق الشمس، يعني بعد مضي حوالي خمسين دقيقة وهي وقت يمنع أداء الصلاة فيه.

في أثناء الذهاب إلى الجامع من أجل هذه العبادة تُكبر خفِيًّا في عيد الفطر وجهرًا في عيد الأضحى. صلاة العيد عبارة عن صلاة ركعتين مع الإمام وخطبة تُلقى بعد هذه الصلاة. (البخاري، العيدين، 7) خلافا للصلوات الأخرى هناك تكبيرات في صلاتَي العيدين تسمى بـ"التكبيرة الزائدة". تُكبر في الركعة الأولى قبل سورة الفاتحة ثلاث مرّات وفي الركعة الثانية بعد ضم سورة ثلاث تكبيرات. إضافة إلى هذا يجب أداء تكبيرات التشريق في عيد الأضحى عقب الصلوات المفروضة اعتبارا من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من اليوم الرابع. تكبيرة التشريق هكذا يُقال: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".

العبادات التي يفعلها الشخص تطوعا سوى الفرائض والواجبات تسمى بـ"النوافل" . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: إِنَّ الله تَعَالَى قَالَ: وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه،  ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه…’” (البخاري، الرقائق، 38) . صلوات النوافل تمكّن التقرب أكثر إلى الله وإلى محبته ورحمته ونعمه.  وفي حديث آخر يذكر بأن النوافل تتمم ما نقص من الصلوات المفروضة: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ". إن أداها كاملة (فبها ونعمت) وإن لم تكن (الصلوات المفروضة كاملة) يقول الله عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ " إن وُجد له صلاة نافلة يقول الله تعالى:"فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ" (النسائي، الصلاة، 9).