عدد الرسل والأنبياء ومن ورد ذكره منهم في القرآن الكريم
قدّ كرّم الله سبحانه وتعالى الإنسان وقد منّ عليه بنعم عديدة كالعقل والإرادة والتفكير وغيرها من النعم التي خصّه بها عن غيره من الكائنات ولكن مع كل هذه النعم التي أنعهما عليه زاد من رحمته سبحانه بأن أرسل إلى جميع الأمم من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام رسلا وأنبياء. فقد قال تعالى:"وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ." (سورة فاطر،35/ 24) وقال:"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ."(سورة يونس،10/ 47) وغيرها من الآيات التي تتحدث عن إرسال الله الرسل لكثير من الأقوام ولكن لم يُذكر في أي موضع من القرآن عدد هؤلاء الرسل. فقد جاء في الحديث أن عدد الأنبياء هو 124.000 (أو 224.000) وذكر بأن 315 منهم "رسول". (مسند الإمام أحمد، ج 5، 266) ولكن هذه الأحاديث كلها جاءت من طريق صحابي واحد لذلك لم تصل هذه الأحاديث إلى حد القطع بصحتها.
ولكن قد ذكر اسم 25 رسولا ونبيا في القرآن وهم: آدم وإدريس ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وهود وصالح وشُعيب وموسى وهارون وإلياس واليسع وذو الكفل ويونس وأيوب وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
وهناك اختلاف في ثلاثة أشخاص قد تم ذكرهم في القرآن أَهُم من الأنبياء أم هم رجال صالحون وهم عزير ولقمان وذو القرنين. ومما لا شك فيه أن هؤلاء الثلاثة هم رجال لهم قدرهم الكبير عند ربهم.
ولا يعني أن الله قد أحصى أسماء الأنبياء كلهم في القرآن الكريم، فقد قال تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ..."(سورة المؤمنون، 40/ 70) فقد ذكر القرآن صراحة أن هناك أنبياء لم يذكرهم الله في القرآن. ما يجب أن نعرفه هو أنه ليس من الواجب علينا أن نعرف أسماء الأنبياء كلها لنؤمن بهم بل يكفينا أن نؤمن بهم جميعا. لهذا لا يوجد حاجة لذكر رقم معين للأنبياء والرسل "والأفضل أن نقول بأننا نؤمن بكل نبي قد أرسله الله من آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأنهم جميعا قد جاؤوا بالحق." (كلاووز، أحمد سامي وآخرون، فقه الإسلام. ج 1 ص 110).
13