عزرائيل عليه السلام (ملك الموت)

لقد أطلق القرآن الكريم على الملك المكلف بانتزاع الروح من الأحياء "ملك الموت" فقد قال تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون" (سورة السجدة، 32/11) في هذه الآية نرى أن فعل "انتزاع الروح" أو "التوفي" منسوبة إلى ملك الموت، في حين أن هذه الأفعال في آية أخرى لم تنسب إلى ملك واحد فقط بل نسبت إلى جماعة منهم فقد قال تعالى:"حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون." (سورة الأنعام، 6/ 61) 
في الأصل أن خالق كل شيء والمحيي والمميت ومن بيده كل شيء هو الله سبحانه وتعالى وهو الخلاق العليم. فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه العزيز:"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون." (سورة الزمر، 39/ 42) هذا من القرآن الكريم أما من السنة الشريفة ففي رواية تتحدث على أن "عزرائيل" أي ملك الموت عليه السلام لا يقدر على نزع روح بعوضة حتى، إن لم يأذن الله له بذلك. (الطبراني، المجموع الكبير، ج4، 220) ومن هنا يتضح لنا أن ملك الموت لا يقوم إلا بما أمر به. 
أما بالنسبة لموضوع أن الملاك عزرائيل عليه السلام عند انتزاع الروح من الإنسان هل يساعده أحد من الملائكة أو لا فهو موضوع مهم. فإذا نظرنا إلى عموم الآيات التي تتحدث عن موضوع الموت ونزع الروح نرى أنه من الممكن أن نقول أن هناك العديد من الملائكة الذين يقومون بنزع الروح وأنه هذا العمل لا يقوم به ملك واحد فقط. فقد قال الله تعالى: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون" (سورة الأنعام، 6/ 61) وقال: "حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله." (سورة الأعراف، 7/ 37) وأكد على هذه الحقيقة.
ويمكن أن توصف ملائكة الموت الذين يعملون مع جبريل بأنهم أعوان جبريل عليه السلام فبعض هؤلاء الملائكة مكلفون بنزع أرواح المؤمنين وبعضهم مكلفون بنزع أرواح الكفار. فالملائكة المكلفون بنزع أرواح المؤمنين تنزع أرواحهم بسهولة ويسر دون أن تضرهم. "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون." (سورة النحل، 16/ 32) أما الملائكة المكلفون بنزع أرواح الكفار فإنها تنزع أرواحهم نزعا شديدا وتضربهم على وجوهم وأدبارهم قال تعالى:"ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق" (سورة الأنفال، 8/ 50، سورة محمد، 47/ 27)
فانطلاقا من هذا يمكننا أن نقول إن عزرائيل عليه السلام الذي هو مكلف بنزع الأرواح هو رأس وسيد هذه المجموعة من الملائكة أو أن هذه الملائكة هم أعوان عزرائيل -ملك الموت-. (مجموعة مؤلفين، طريق القرآن تفسير وترجمة معاني القرآن الكريم إلى التركية، ج 4، 352)
ومن هنا يتضح لنا كيف يتم نزع أرواح العديد من الناس في الوقت نفسه في مختلف بقاع الدنيا، حيث يمكننا أن نقول إن هذا يتم بأمر عزرائيل عليه السلام لأعوانه. بالإضافة إلى أن الملائكة كما قلنا سابقا مخلوقات متميزة بالسرعة الفائقة وأنها مخلوقات غير محصورة العدد فهذا يسهل فهم واستيعاب هذا الأمر أكثر.

21