عون الملائكة

الملائكة: كائنات نوراينة يفعلمون ما يأمرهم به الله ولا يعصونه أبدا ولا يخرجون عن أمره. لذا فإنهم لا يعينون أحدا أو يساعدونه إلا بإذن من الله سبحانه. ولكن مع هذا نرى أن الآيات والأحاديث تنص على أن الملائكة هي في عون عباد الله المؤمنين. ومن تلك الآيات التي تنص صراحة على أن الملائكة تقف مع المؤمنين تلك الآية النازلة يوم بدر والتي تعد أول حرب وأكبر حرب كانت بين المسلمين ومشركي مكة. فالله سبحانه وتعالى أرسل يوم غزوة بدر ألفي من الملائكة (سورة الأنفال8/9) ومن بعدها أردف بثلاثة آلاف من الملائكة كي يقوي عزيمتهم ويربط على قلوبهم، ومن بعدها كتب الله لهم النصر على المشركين يومها. (مجموعة من المؤلفين، طريق القرآن ترجمة وتفسير معاني القرآن للغة التركية، الجزء الأول، 666) فقد قال تعالى في محكم كتابه المبين:" إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين(سورة آل عمران، 3/124-127) لم يرسل الله هذه الملائكة إلا لرفع معنويات المؤمين وليربط على قلوبهم ويشد من أزرهم، إشارة بأن النصر لهم. وإلا فإن أمر نصرهم بيده سبحانه. فإن هو أراد أن ينصرهم بث في قلوب المشركين الرعب دون أن يرسل الملائكة حتى وحينها يكون النصر حليفا للمسلمين. ولكن حكمة الله من وراء إرسال الملائكة هي إظهار أنهم دائما محتاجون إلى نصرة الله وعونه.( مجموعة من المؤلفين،طريق القرآن ترجمة وتفسير معاني القرآن للغة التركية، الجزء الأول، 667)
ومن هنا يمكننا أن نقول إن الملائكة يمكن أن تعين العبد في أي وقت وأية لحظة إن أراد الله ذلك. لهذا فحتى وإن كانت الملائكة لا ترى بالعين ولا تعرف ماهيتها وحقيقتها ولكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أنها بينها وبين البشر صلة. ولكن إثبات أن هذه العلاقة أو الصلة دائما من خلال ما يحدث في الأمر الواقع، أمر ليس صائبا. فإن عون الملائكة ومساعدتهم لبني البشر قد تكون عبارة عن إلهام الناس الاستغفار وطلب العفو من الله وإلهام الناس فعل الخير وعمل الصالحات واختيار ما هو خير وأصلح لهم في دينهم ودنياهم، أو إلهامهم أن يتقوا الله وأن يبتعدوا عن ما ينهى عنه وأن يبتعدوا عن ما يضرهم، وهذا ما يقصد بإعانة الملائكة أي أن الملائكة تعين المؤمنين وفقا لما يأمرهم به الله ويأذن لهم.
في الختام يجب أن نعرف أن عون الملائكة ومساعدتهم لبني البشر لا يكون إلا بإذن الله وحده ليس هذا فحسب بل إن كل ما في هذا الكون غير قادر على أن يعين أو يساعد أحدا إلا بإذن من الله وأمر منه.

7