لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
حتى يكون الإنسان مناط التكليف ولكي يعرف ما يجب عليه فعله وما يجب عليه اجتنابه وأي الأعمال التي تستحق الثواب إن قام بها وأيها تستحق العقاب فهناك حاجة شديدة لإرسال رسول أو نبي لإخبار الناس بهذا كله وهذه الحالة تجعل إرسال الرسل إلى الناس الذين سيحاسبهم الله يوم القيامة أمرًا لا بد منه وبهذا يكون الله قد أقام على البشرية جمعاء الحجة يوم القيامة فلا يتحججون بأنه لم يأتهم نذير. كما أن الله تعالى يذكر في الآية المعاذير التي يقدمها الكفار في حال عدم إرسال نبي، فيقولوا:"رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾" (سورة القصص،28/ 47) فيتحججون حينها بين يدي الله أنهم لم يأتهم نبي ولا رسول ينذرهم ويُبيّن لهم لهذا أرسل الله لهم الرسل منذرين ومبشرين وأما الحكمة من إرسال الرسل فقد قال تعالى:"رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾(سورة النساء،4/ 165)
9