لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة
لقد خلق الله الإنسان والنبات والحيوان وبعض المخلوقات ذكورا وإناثا. ولكن الملائكة لا يمكن وصفهم بهذه الصفة. ومع ذلك نرى أن اليهود قد وصفوا الملائكة بأنهم "أبناء الله." ولكن الأمر في النصرانية مغاير لما عليه في اليهودية فليس لديهم أي شيء يدل على أن الملائكة ذكور أو إناث. ( "الملك"، الموسوعة الإسلامية لرئاسة الشؤون الدينية، الجزء التاسع والعشرون، 37-39)
لا يوجد في القرآن الكريم أي دليل على أن الملائكة ذكور أو إناث. ولكن هناك العديد من الآيات التي تتحدث عن أن الملائكة ليسوا "إناثا". وذلك ردا على المشركين في العهد الأول للإسلام الذين كانوا يدعون أن الملائكة إناث وأنهم "بنات الله". ولكن الآيات القرآنية ردت على من ادعى ذلك ردا قويا فقد قال تعالى :"وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون" (سورة الزخرف، 43/19)
"ويجعلون لله البنات سبحانه ۙ ولهم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم."(النحل، 16/57-58) ومع هذا فإنهم لا يتورعون أبدا بأن ينسبوا الإناث له سبحانه. فهم كانوا يرون أن الملائكة "بنات الله". وقد أنكر عليهم القرآن اعتقادهم الشاذ هذا في قوله تعالى:" أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما" (سورة الإسراء، 17/40) ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحا ورأى تصاوير ورسومات على الجدران في مكة وكان الناس يدعون أنها صور للملائكة الإناث أمر بمسحها. فكما تبين لنا فإن القرآن قد رد على كل من زعم أن الملائكة إناث ردا صريحا. ولكنه مع ذلك لم يرد أي ذكر فيه على أن الملائكة ذكور. لذا فإن وصفهم "أي الملائكة" بالذكورة أمر خاطئ. فلا يوجد أي دليل سواء أكان دليلا نقليا أو عقليا يثبت أن الملائكة ذكور أو إناث.
13