لماذا نزل القرآن بلغة العرب؟

كان المشركون يعتقدون أن الكتب المقدسة التي سبقت القرآن الكريم قد نزلت عادةً باللغة العبرية أو السريانية. ولهذا كانوا يستغربون نزولَ القرآن الكريم باللغة العربية، ظانين أن العبرية والسريانية هما اللغتان الخاصتان بالوحي الإلهي (ابن عاشور، التحرير والتنوير، XIII، 185). ولهذا قال الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (سورة إبراهيم، 4). ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عربيٌّ، فإن القرآن الكريم الذي أُنزل عليه نزل بلغة العرب أيضاً. ولكن هذا لا يعني أنه أُنزل للعرب فقط، ولا يتناقض هذا مع عالميَّته أيضاً. فهنالك العديد من الآيات التي تدل على أن القرآن قد أُرسل للناس كافةً (سورة البقرة، 185؛ سورة آل عمران، 138؛ سورة سبأ، 28).

17