ليكونوا للناس أسوة حسنة
إن الناس في حاجة دائمة إلى من يكون لهم قدوة ومرشدا أمينا يثقون به من كل ناحية فيأخذ بيدهم إلى الطريق المستقيم. وقد أرسل الله الرسل والأنبياء وكلّفهم بمهمة تعليم الناس أمور دينهم وليكونوا قدوة لهم. فالرسل والأنبياء قاموا بتبليغ شريعة الله للعباد أولا، وثانيا أصبحوا قدوة لتطبيق هذه الشريعة كي يقتدي بهم الناس. والله سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل ليكونوا للناس قدوة وأسوة حسنة. والله سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل ليكونوا للناس قدوة في معاملاتهم الدنيوية أيضا مثل تعاملهم مع عائلاتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية، وأمورهم التجارية وغيرها فهم مثال يحتذى به في أمور الدنيا والدين فقد قال تعالى:"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴿٢١﴾" (سورة الأحزاب، 33/ 21)
لهذا نرى أن الأنبياء والرسل قد ساهموا في تطوير المجتمعات التي بعثوا إليها على مختلف الأصعدة مثل الزراعة والتجارة والحرفة وغيرها من المهن التي تهم حياة المجتمع، وذلك عن طريق تعليم الناس الحضارة والثقافة وحسن المعاملة مع الحفاظ على القيم الاجتماعية. فنرى أن الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم قد بذلوا كل ما بوسعهم كي ينال الناس سعادة الدارين دار الدنيا ودار الآخرة.
11