هل القرآن كتاب يصعب فهمه؟

يمكننا الإجابة عن هذا السؤال وفقا للذين يخاطبهم القرآن حيث سنقسم المخاطبين إلى قسمين: المخاطبين الأوائل والمخاطبين التوالي لهم. فإذا نظرنا إلى فهم المخاطبين الأوائل لهذا القرآن لا يصح أن نقول إنهم وجدوا صعوبة فيه. لأن القرآن نفسه ينص على أنه يتألف من آيات بينات وهو كتاب ميسر للتذكر والاتعاظ منه، فقد قال تعالى: 
"ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" (سورة القمر 54/17)
"ولقد أنزلنا إليك آيات بينات"(سورة البقرة 2/99)
فالقرآن ليس كتابا مقصورا على فهم الذين هم على مستوى عالٍ من الذكاء والثقافة. كما أنه لا يجب الظن بأن القرآن مليء بالشفرات الخاصة التي لا يمكن أن يحلها ويفكها إلا نخبة من الناس. بل كلام الله القرآن هذا يعرف نفسه بأنه دليل ومرشد للناس كافة. (سورة البقرة الآية 2/185)
كما أنه من المؤكد أن في القرآن بعض الموضوعات التي تستدعي الدربة والخبرة، فليس الكل قادرا على تفسيره واستخراج الأحكام منه. ومع هذا فإن هذا القرآن يخاطب كل طبقات المجتمع مهما كان تحصيلهم العلمي ومستواهم الثقافي؛ لهذا فكلٌّ على مستوى فهمه وثقافته قادر على الاستفادة منه وفهمه ويأخذ بحظه ونصيبه منه وفقا لمستواه. لأن هدف القرآن الرئيس هو أن يصبح الإنسان متصلا مع ربه وأن يزيد شعور التوحيد لديه وهكذا يكون المؤمن قد نضج وأصبح ذا أخلاق كريمة وفاضلة.

34