هل يمكن أن يكون مصدر القرآن هو المجتمع العربي في ذاك الوقت؟
إن البحث عن مصدر القرآن في المجتمع العربي أمر عبث لا طائل منه. لأن قوم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا وثنيين يعبدون الأصنام. ولو فرضنا أن مصدر الإسلام والقرآن هو هذا المجتمع، أليس من الجدير حينها أن تكون القيم التي جاء بها متناسبة مع قيم وعادات ذلك المجتمع؟ في حين أن الرسول عليه السلام كان طوال حياته يكافح الشرك والجهل والأباطيل والخرفات السائدة في ذلك المجتمع ويحاول أن ينقي ويخلص الناس منها.
كما أن القول في أن مصدر القرآن هم النصارى واليهود في ذلك الزمن أيضا لا طائل منه وعبث ما بعده عبث. لأن الرسول وإن كان قد قابل قبل بعثته بعض علماء اليهود والنصارى ووقف على بعض معتقداتهم وأخبارهم إلا أن هذه المحادثات واللقاءات كانت قصيرة جدًا.
لقد التقى رسول الله بعد البعثة ببعض رجال الدين اليهودي، إلا أن رجال الدين اليهود في هذه المقابلات كانوا يسألون الرسول وكانوا في موقف المستمع والمتعلم منه. في حين كان الرسول هو المعلم والنذير والبشير لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن النقد الشديد لليهود والنصارى في القرآن يزيل الشكوك حول كون أفكارهم أصلا ومنبعا للقرآن والإسلام.
11