هل يمكن لأحد أن ينقد نفسه نقدا لاذعا؟
إن القرآن الكريم يصف حال سيدنا النبي كما هي في الواقع بكل تجرد وواقعية. فأحيانا كانت الآيات يشير إلى مكانته الرفيعة والمشاكل التي كانت تواجهه فكانت الآيات تأتيه سلوى لتروح عنه، وأحيانا أخرى كانت توجه إليه انتقادات شديدة بسبب بعض تصرفاته. وإن الأمثلة لهذه الحال كثيرة جدا. فيمكننا أن نذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (سورة التحريم، 66/1)
"عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ" (سورة التوبة 9/43)
فلو كان القرآن كلام النبي هل كان ليقول مثل هذه الآيات وما شابهها التي تنتقد تصرفاته؟ ألم يكن من الأفضل له أن يسكت عن مثل هذه التصرفات ويحافظ على تقديس الناس لكل تصرفاته؟
9