هل يمكن لأحد أن ينقد نفسه نقدا لاذعا؟

إن القرآن الكريم يصف حال سيدنا النبي كما هي في الواقع بكل تجرد وواقعية. فأحيانا كانت الآيات يشير إلى مكانته الرفيعة والمشاكل التي كانت تواجهه فكانت الآيات تأتيه سلوى لتروح عنه، وأحيانا أخرى كانت توجه إليه انتقادات شديدة بسبب بعض تصرفاته. وإن الأمثلة لهذه الحال كثيرة جدا. فيمكننا أن نذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى: 
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (سورة التحريم، 66/1)
"عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ" (سورة التوبة 9/43)
فلو كان القرآن كلام النبي هل كان ليقول مثل هذه الآيات وما شابهها التي تنتقد تصرفاته؟ ألم يكن من الأفضل له أن يسكت عن مثل هذه التصرفات ويحافظ على تقديس الناس لكل تصرفاته؟

9

هل يمكن لشخص أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة أن يكون مرشدا للإنسانية؟

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يتلق أي تعليم في حياته. فهل يمكن لإنسان مثل هذا أن يرشد البشرية جمعاء لوحده في موضوعات مختلفة كالتكوين، وتاريخ البشرية والإيمان بالله وعالم الغيب والحياة بعد الموت وسبيل النجاة وغيرها من الموضوعات؟ كما أنه يجب الإشارة إلى أن المبادئ والقيم التي جاء بها القرآن تأسست بها الحضارة الإسلامية، والتي هي أهم حضارة في تاريخ الحضارات. كما أن هذه القيم والمبادئ استمرت طوال أربعة عشر قرنا وكانت مصدر خير وفضيلة للأمة الإسلامية. فهل يمكن لشخص أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة أن يرشد البشرية إلى هذه الفضائل كلها دون أن يتلقى وحيا من الله؟ 
هل يمكن لشخص أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يتلق أي تعليم طوال حياته أن يرشد البشرية جمعاء ويعلمهم في كثير من الموضوعات فيحدثهم عن التاريخ والمستقبل وعن الشاهد والغيب والدنيا والآخر والحق والباطل والصواب والخطأ؟

10