الإنجيل
الإنجيل هو كتابٌ سماويٌ فيه هدى ونور (سورة المائدة، 46-47) أنزله الله تبارك وتعالى على عيسى عليه الصلاة والسلام بواسطة الوحي الأمين. يُبين الإنجيل أحكام الله تعالى وأن الله أحدٌ لا أهل ولا ولد ولا مثيل له مُنزهٌ عن جميع صفات النقص، وفيه علمٌ عن النبوة والحياة الآخرة. والإنجيل يضيء ظلمة الجهل ويُزيل ريب القلب موضحاً أحكام الدين وواجبات البشر الدينية. ويهتدي به كل خاشٍ من عدم الفوز برضا الله تعالى، ويتعظ منه كل متقٍ لعذابه جل وعلا.
لم يُذكر في القرآن الكريم معلوماتٌ عن زمن نزول الإنجيل على عيسى عليه السلام وكيفية نزوله. إلا أنه يتضح لنا من مفهوم الآيات القرآنية (سورة الفرقان، 52) أن الإنجيل قد نزل جملةً واحدةً كالتوراة أيضاً.
وهنالك العديد من القضايا المشتركة بين القرآن الكريم والإنجيل. وكما أن هنالك تشابهاتٍ في تلك القضايا المشتركة، فهنالك بعض الاختلافات بينها أيضاً. ومن الطبيعي أن يتواجد تشابهٌ بينهما، ذلك لأن القرآن الكريم والإنجيل الحقيقي كلاهما تنزيل الله رب العالمين. ولكنه ليس من الصواب الزعم بأن في القرآن الكريم ما قد أُخذ من الإنجيل انطلاقاً من نقط التشابه بينهما. حيث إن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف لغة الإنجيل الأصلية وهي الإغريقية، ولا اللغات التي تُرجم إليها في عهده وهي السريانية والقبطية. بالإضافة إلى أننا لا نملك معلومات قطعية عن أن الإنجيل قد تُرجم إلى العربية آنذاك. حتى وإن كان قد تُرجم فإن كون النبي عليه الصلاة والسلام أميَّاً يضطرنا إلى أن نضع هذا الاحتمال جانباً.
إن قسم «العهد الجديد» من الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا اليوم يُشكل الإنجيل بالنسبة للمسيحيين. ويحتوي هذا القسم على نسخ متى ومرقس ولوقا ويوحنا التي تحظى بقبولٍ واسعٍ في العالم المسيحي. وبالإضافة إلى إنجيل برنابا وإنجيل توما التي تعد من الأناجيل المشهورة أيضاً.
9