من هو "النبي" و"الرسول"؟
وقد ورد ذكر من ينقل الخبر ويبلغه للعباد في القرآن الكريم بلفظ "نبي" و"رسول" ومُرسَل"
وإنما سُمي النبي نبيًّا لأنَّه مُنبَأ؛ أي: مُخْبَر من الله عزَّ وجلَّ، وهو أيضًا مُنْبِئٌ؛ أي: مُخبـِر عن الله عزَّ وجلَّ بما يُوحِيه الله، وقيل: النبي مشتق من النَّبْوَة، وهي الشرف؛ فإنَّ العرب تُطلِق لفظ (النبيِّ) على العَلَمِ من أعلام الأرض التي يُهتدَى بها؛ لشرفها وإشرافها على ما سواها. وجمعه "الأنبياء" والخبر الذي ينقله النبي ليس مثل باقي الأخبار؛ فالأخبار التي ينقلها النبي لا شك ولا ريب في مصداقيتها وإن كل ما ينقله من أخبار فهي ذات أهمية وقيمة كبيرة جدا.
أما كلمة "الرسول" والمُرْسَل" فمأخوذة من الإرسال وهو البعث والتوجيه؛ فالرسول أو "المُرْسَل" هو المَبْعُوث المُوجَّه برسالة. وجمع كلمة رسول ومرسل هو رسُل ومرسلون. ويطلق على من بعث بالرسالة اسم "نبي ورسول"؛ نبي لأنَّه مُنبَأ؛ أي: مُخْبَر من الله عزَّ وجلَّ أي: يُوحِي الله إليه نبأً من شَرعِه، ورسول لأنه مُخبـِر عن الله عزَّ وجلَّ بما يُوحِيه الله إليه من أمره وشرعه ويبلغه إلى الناس. والرُّسلُ عليهم الصلاة والسلام إنما سُمُّوا رسلاً لأنهم بُعثوا من قِبَلِ الله تعالى بكتاب جديد وشريعة جديدة حملوها وأُمِروا بتبليغها. أمّا النبي فهو من بُعِث إلى قومٍ مؤمنين بشرعٍٍ سابق، فهو الذي ينبئه الله تعالى أي: يوحي إليه أنْ يعمل بشريعة مَن قبله، ويبعثه الله إلى قومٍ مؤمنين بشريعةٍ سابقة ليُذكِّرهم ما نسوه. (كيلاووز، أحمد صائم وآخرون، الفقه الإسلامي ، منشورات وقف الديانة التركي، أنقرة، 2017، ج 1/106) عليه فكل رسول نبي في الوقت نفسه. لكن ليس كل نبي رسول. ولكن القرآن الكريم وكذلك الحديث قد استخدما كلتا الكلمتين دون هذا التفريق بالمعنى، فاستخدمت كلمة النبي مكان الرسول تارة والرسول مكان النبي تارة أخرى دون أي تمييز بينهما. فقد وصف القرآن الكريم كُلًّا من سيدنا نوح وإبراهيم وإسماعيل وموسى وهارون وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم بأنهم أنبياء في بعض المواضع وبأنهم رسل في مواضع أخرى.
2